السبت، 14 مايو 2011

مساءلة غير تاريخية للهذيان..








في البحث عن لون الغد..بين القناديل المعتقة للظلام..
هل انشقت العتبة عن الباب ..وناءت عن التفكّر في مقاس أحذية الداخلين....دون استحياء.؟
أجيال من ركام الدمع..على أطلال الحلم ..والفراغ الطنان يهوي بالكلمة الفارهة المعنى ..إلى متاهات مترامية الضيق..في فسحة ملل ..تحت جنح جلالة العتمة.. حتى استيقظ الضوء ..ونفض قناديله الغابرة ..بحكايات عرجاء ..تلتصق بتلابيب المعنى ....دون معنا.
سفر البلاهة .. على مفترق الحاجب والعين ..والجبهة الصماء تلبس جلدا رماديا ..هاربا من قطرات الحياء الباردة ..وصحراء الجوع اللاهث ..إلى حر شمس منسية ..تتبختر على الضوضاء .. والفوضى.. والحماس المقبل بشراهة على امتصاص الحواس التواقة للتموقع أخيرا ..دون كبت ..أو شعور بالارتياب ..من الظل الأعرج ..الغائب تحت سفوح الحالة الطارئة ..والجمرك المسنن في الحلق...والشفة ...والتفكير..
هل استقرت الضحكة على الشفة..دون شماتة ..من علو العين عن الحاجب ..وحجب الرؤيا البانورامية ..لطول الوطء دون احتجاج؟
تكدس الكلام.. عن العار من الانتماء ..إلى لحظة عشواء..من تكسر الزمن .. غابت الروايات المتعددة لنفس الحكاية ..عن علو المقام ..وقدسية الأبوة المنكوحة بالدم..والدمع ..والقهر ..والباب المستباح ...كل فجر.
بالشمع الأحمر ..وجسد مسجى ببصمة الجلاد المزمنة ..وصولة السوط ..على الركوع نحو قبلة مزيفة ..وصنم أغفلت شرائع البشر تحطيمه ...ضباب اللحظة ..هلوسة الوقت ..تعثر مؤشرات الزمن بالأثير المفتوح ملء فاه.. والتاريخ المعكوس لخديعة بين السطور..تطل بين النقطة والحرف.. وتمدد علامة الاستفهام ..دون ترويض..
لحظة على عتبة الرجاء الأخير.... مايزال الصمت فوضويا على عقيرة البكاء ..والحكمة غائبة في ضفيرة الشتاء ..

السبت، 16 أبريل 2011

البناء الثاني لوجه الهرم المقلوب

"الفكر المضطرب يبتدئ بالتأثر بأحد المفكرين ثم ينتقل إلى آخر ثم يحصر نفسه ضمن نطاق بعض الأفكار ولا يعود ويبدأ بمناقضة كل من له رأي آخر فتنشأ حالة الفسيفساء التي تتقارب قطعها ولكنها لا إن مثل هذا الفكر لا يمكنه أن يحقق " أنطوان سعادة ........ في كل البدايات ..الحلم جوع آثم على رقعة جمر..تفسير آخر منمق لكابوس...هادئ. مستهل العتمة ..تطول أكمام الحلم ..تتحجر الكلمة تحت السماء الصخرية ..هربا من ضجيج المعنى ..بلامعنا،تتظلل خوفا ..وخشية من امتداد الفراغ الطنان ..لأزمة أخرى ..بين علامات الوقوف والاستفهام.. حتى يعجز غربال العين عن تتبع ثقوب اللون الأحمر في لوحة رمادية مغبرة .. وصفحات ساقطة من علو مبهم..أقدام شاهقة ..تعبة ..تعبث بالسير تحت ظل العتمة..تمسح الشوارع النتنة ..خلف النعش الموعود بالقبر..والصيحات الهادرة لشلال منطلق في ضوضاء الكلمة..حتى لم يعد لطبلة الأذن متسع للالتقاط ..وبناء مستقيم لجملة سمعية مفيدة ...خالية من الإعراب ...والجزم. عاد الضوء..وغابت الشمس..ياهذا الأعرج على عصى متراوحة ..انطلق حرث الصحراء وتبييض وجه السماء من سحب الصيف والشتاء..وغذا الشقاء -استدراك- ملحمة الهاربين من شبق الكبت إلى شبق الترنح على نغم من غيتار أعجمي ..يحفظ أبجدية عشواء ..لم يطبع حر شمسها الباردة ..على الجبهة بعد... ويا ليل من يسهر مع ليلاك.. ويصحب الأنين التائه بين الأقدام والشوارع ..مسكونا ببرد الهزيمة ..تتكسر درجاته ..نزولا عند عتبات البكاء بنهم ..وخديعة الدمع المتحجر..ورقعة ملل ينبت فيها الحلم لقيطا ..بلا هوية ..ولا اسم..يتعثر زيف الوقت بضجة البحة الهرمة..في شارع عاش فيه الشيخ ملكا ..ومات كلبا ..تنهشه الأقاويل المتصابية ..والموت المعلق في خاصرة التملق والتشفي..والكدمات المنسية على الجسد...والحصى ...والرمل..والأقدام ...والهروب. ياوطني..ياضلعي المكسور في جسدي...على القلب أقدام متراوحة..تتوق لشرفة تطل منها شمس ربيعية ...لايسكن اسمها فراغ ..ولا ضوضاء ..ولا أنين ...ولا هروب.

السبت، 26 مارس 2011

نشيد الظل الأعرج..





إن كنت ظل الله في الأرض ...ماعاد ظلك يظللنا..

.يا شياطين الخرس الفرح..بقرحة البرد المبصومة على الجسد المثقل قسرا ..بالهرب والقهر..وشم خرف على جلد الحكايات الملطخة بقواميس مبهمة ..تستوي على سطح الكلمة ..أطلال وشواهد ..مدن وأزمان غائرة في النسيان ..تماما كالجرح العتيق على الخد..عتبات مؤلهة في الدهر الأعرج ..تمسح الشمس غروبا ..وهروبا من سود الأكفان ...ظلمة المنافي في فسحة ملل ...تحت طائلة الصمت الجبان.
رفوف لخريف حانق... يا آيات التبرك والتقديس .. هذه بحيرة يئن فيها النظر مذهولا ..صورة متأنقة ..فاسدة التركيب ..لجثث العبيد المكدسة بفرح في حجر الجلاد .. أسفار لخروج الروح بتأني وروية ..حاجز غير مزيف للسكوت ..وزم الشفة ..دون احتجاج لطول الوطء المر..
التواء العنق المائلة للتنكيس المزمن ..وغض البصر عن البروج المأثثة بالمنافي والسجون... الجرح العالق ..بأوحال تنظّر للسفه المطل كل لحظة ..من نافذة الورق المقوى ....بزيف الخلود.
رحيق الورد الهارب...الشمس المتحجرة فوق الرؤوس ..فلسفات التقديس المنثورة على أعطال الناصية ..ومواويل الأبوّة المنكوحة بمنابر تنفث الريح على الخشب.. .وصولة السوط على جولة الجلد المتقلب الألوان ..سفاحا ومكرا... المزاج العام ...مرتاح لفوهة التاريخ المقفلة قسرا ..على تراتيل التبرك والرضى المعتق ...من زمن الدراويش.
ياموطن الجليد ... إن كنت فيه ظلا.. هذه خلاصة الزمن الآفل : أقفلت بوابات العهر في صحراء الجوع ..والشبق تحت الجليد المزهر بالخديعة ..وجر الذيل خلف الخيبة الممجدة ...في القلب ثورة مغدورة ..إن كنت فيها ظلا ..لن تصبح بعد اليوم ..على وطن مهزوم ...وحاكم معصوم.
هارون।ز

الاثنين، 21 مارس 2011

تراتيل الضياع..











صباحا..
تصطدم العين بمنظر بانورامي للداخل البعيد المشوه..ترسم أفقا مكبوتا ..مبهم اللون..هزيل القوام ، تقبض على الصدر ..هواجس سريالية..يهترئ قاموس الكلمات عن وصف غموضها ..ينقبض الصدر خائفا ..تكبر الغصة مشكلة سحابة عائمة .. تتعلق العين بأهداب دمعها التواق..دون أن تدفع مطرها للخروج..
تتعثر الأطراف ببعضها ..تلعب الأصابع على وتر الهواء دون نغم ..ترسم الجبهة أخاديد مرتعبة لظل الحر الساقط على وجه نحاسي بارد............. طابور طويل لوجبة الإحباط ..صباحا.
قبل الخروج..
يتعطر الأمل بطيف شاحب المزاج ..من مستقبل قريب هنا ..أو بعيد هناك.. يركب زورق التعاسة المشرع على موج الخوف..في الداخل البعيد تماما ..الشقاء قاموس عاري السواعد ..يزيَن صورة مجنون يزحف خلف أفكار خريفية تناثرت أوراق العقل فيها دون هدف..
..تعذبه التقاسيم الغامضة لملامح الخريف في الصورة ..تكبر الغصة الشائكة في الحلق المخنوق ..تتنازل الأطراف عن قوتها ..يشتد عزف القلق على وتر القلب ..يتسابق الشهيق والزفير ..دخولا ..خروجا ..في فوهة محكمة الإغلاق لمنحدر مبعثر النقاط والإمتداد داخل العتمة..
بعد الخروج..
تعانقه كلماتها..يداعب طبلة الأذن ..همس أنثى مرمرية من زمن البنفسج ..يتلون الأفق للحظات بمزاج الحب ..سيل عذب من نهر يتدفق متأنيا..يتظلل الأمل بين كلماتها ..بظل العين الخالدة في الخيال.. يكبر مع تلون الوجنتين ..واتساع ضحكتها في فضاء الصباح المبحوح ..
يتوقف الصوت ..عن الهمس..تغرق الطبلة في ضجيج الصمت ..تكبر الخطوة المتسارعة داخل الصدر وخارجه ..تعتليه فسحة من الضيق ..تتسع وتضيق طول اليوم ..على وقع الكلمات العارية عن لمس حر الصميم..
مساء..
تجف العين عن النظر في جفاف الهواجس..تسبح في ظلام العتمة ..يأفل اليوم..وغدا... مع ذلك أتفاءل خيرا.
هارون.ز

الأحد، 6 مارس 2011

طعنات في كبد النسيان...



جسد الحكاية المنهك .. ينتفض عن مشاهد دامعة ..سقطت سهوا أو..عمدا من صفحاتك ياوطني...
مسطول ..تتراكم طحالب التيه على عقله الصدء..تتقادفه شوارع المدينة في زحامها العتيق المروع..يتبعثر ظله بين الأرصفة ،يتدثر زيا غريبا ومعطفا رثا قبلته أو بصقته كل الفصول المتعاقبة على جلده بملل..كشبح من قصص الليل المخيفة تلوكه ألسنة النسيان حينا ..ثم من دون نقطة بداية ينبت في مكان ما بين الأزقة كعلم ثابت من أعلامها...
يجلس القرفصاء في سكون الناسك ..يتأمل فضولي وكأنه يراني للمرة الأولى -..رغم جلوسي الصامت أمامه كل مرة- أناوله السيجارة الثالثة أو الرابعة -أرشيه ككل مرة- ..يسحبها بيد مرتعشة وشفة مزمومة ...ويلوذ برتابته ..عيوني الشاخصة إليه تستحثه ....تكلم.. - منذ أن انزلقت إلى جب الهوس بحكايات الزمن الباكي وبلغتني بعض تلابيب حكايته، يجد دوما سبيلا إلى صدي..بصمته الأسطوري أو ضوضائه الفاجرة..- حتى استنفدت كل سبله وحاصرته في زاوية باهتة من ليل منسي ...تكلم .. اليوم سأسمع الحكاية ولو بحت بالنحيب ...بالصراخ ..بالصمت المستفز ..كل أحبالك ..ولو خرجت عقيرتك عن صوابها ..تترجاني ..تهددني ..سأسمع منك الفجيعة بالجنون، بالبكاء ،بالهذيان ..سأسمعها..
يأخد نفسا عميقا من السيجارة ..يحاول اللإعتدال في قرفصائه ..ثم ..كالصفعات لفحتني أول الكلمات...
- كالخطيئة يحاولون الدوس على ..جرحي..
تتقلص حدقات العين البراقة الدوارة ..يتخد الوجه شحوبا ضبابيا مبهم ..يثبت نظره على أفق غائر..يضغط على الكلمات..
-يوم حمل أبي البندقية في وجه الظلام..وتدثر الليل مطاردا سراديبه ، يثبت الأعلام التي نكسها الليل الزاحف ويرفعها بكل فخر..- ذاك المزارع التي هجرته زراعته- لم تزكمه رائحة القبر المتربصة بكل خطواته في الجبال الغضارية المتمردة..بقدر ما زكمته رائحة بيتنا الهزيل والأفواه..أفواهنا المكشرة إليه كالخناجر تطلب ما يسدها..أمي ..أنا ..اخوتي ..كشهقة ..كجمرة في صدر أبي..
ومع جوعنا وفاقتنا حمل البندقية..النوم الجائع الآمن ..أهون عنده من النوم المتخم..بالخوف والأرق والحذر المرتعش...
على صغري تعلمت مع أبي العزف على الرشاش ..دون العاشرة بدلت كل تغاريد الدنيا..بتغريدته المجلجلة ..أعترف أنني كنت أرتجف كلما انطلق له لحن أو هش له همس...هيأتني برودة الرشاش وتعاريجه النحاسية لأكون رجلا في العاشرة أويزيد قليلا...متنازلا عن طفولة لاجدوى منها ..الظلمة تكاد تسحبنا إلى بؤبؤتها الفوضوية ..فما النفع أن أكون طفلا..
وقبل أن تضرب الرجولة عصاها في داخلي وتعلق أجراسها الفولادية القاسية على صدري...قضى أبي بالمرض السريع..قبل أن يقضي عليه عبُاد الظلام ..بل قضت عليه الغصة ..من نظرتنا المزمجرة الصامتة ..تتعلق بجبينه ..بجيوبه الفارغة..تستقبله مودعة مع كل عودة له من مطارداته الجنونية المتواصلة لعباد الظلام في الجبال..في التخوم ..في الثغور التي يحسب نفسه فاتحا لها..في الثغور التي التهت تفكيره وحياته..
غرسناه ذات يوم بارد ..دفناه في أرض بور عقرت أن تحمل بالحياة ..وألا تحيا إلا بالموت تشرب من الجسد الفاني ..والدمع المودع الباقي..
وبقينا من بعده..في الثغر دون مرابط..أنا ..أمي ..اخوتي..لم نقوى على تكاليف الرحيل ..واستصغنا مرغمين ..أن نبقى من خلف السور..نتجرع جوعنا وخوفنا ونكبتنا ..................... حتى كان ذلك اليوم..
تتوقف العين الدوارة عن دورانها ..تتعانق الأهداب معدمة دمعة متمردة..ترتجف ذقنه في حركات هائمة..صاعدة ،نازلة..يمرر راحته الخشنة على خد محمر متورم وكأن بركانا يتحضر تحت جلده..يمسك جبينه الأملس ويضغط عليه يبغي سحقه..ترتفع عيناي متابعة تنهيدة آسرة يدفعها مع دخان السيجارة .. وكأنه يدفع روحه إلى الخارج ..ويعود بحشرجة..
- ذات فجر لايرحب بالطارقين على بابه..من بين الجدران نزفوا ..من كل الجهات تمددوا ...خمسة أشباح من سدة الظلام نزلوا ..كالضباب الأسود انهالوا على البيت الهزيل..ولم تصمد بابه مع أول ركلة.. كان بينهم.... وعرفته دون أن أراه..تطاول كالمد بيننا..صدته بالأمس بندقية أبي التي انتكست..جاورنا قبل أن يعبد الظلام..ويرتل طلاسمه ..انزويت في شوكة أجزىء جسدي على تعاريجها ..حتى أصبحت جزء منها..صدتهم أمي بكلمات فوضوية لاتنتمي لأي قاموس... بين عويل ..وصراخ وسباب..امتلا فضاء البيت الضيق..قذفوها كالوئيدة ..أمام عيناي الجامدة بثوا كل قوة في بطنها الخاوي ..بسطوها كأضحية العيد...الله أكبر....كبر الجار العابد.. كأضحية العيد ..مرر المدية على جيدها ..من الوريد .............................. إلى خلف الوريد..
تتزايد سرعة أنفاسه ..يعلو صدره وينخفض في جنون كأنه ينذر بانفجار وشيك..يضغط أسنانه ..يشكل في الفراغ قبضة لو جمعت كل فولاد العالم سحقته ..يمطر الجبين عرقا هاربا من سخونة الرأس ..يصمت برهة ..يفتح فاه ..ثم يردف:
- ..وتخبطت أمي وضربت بيديها ..برجليها..بعنقها المجدوع..تنتفض كشجرة شتاء داهمتها عاصفة هوجاء..شخصت عيناي لمنظرها..انطلقت مني صرخة مدوية ..طنت أذني فلم أسمعها .. لربما انتحرت في حنجرتي ولم تخرج..شلت حركتي تماما ..تجمد الهواء حولي ..فقدت حس المكان والألوان..ودخلت في بوتقة فراغ لاأدري ..من أنا ..أو أين أنا ..وكأن صاعقة احتوتني في لونها الغامض وتفاصيلها المبهمة..
زحفت إليها...أمي....أوإ لى ما تبقى من حياتها.. قابلني نحرها الصارخ..وجهها المضرج بالدماءتندفع منه كسيل هامر من شلال متمرد..أنكرتها عيوني..أدفن رأسي في دماها ..في حشرجتها الأخيرة ..في صعود روحها المعذبة.. في نفسها ..في حضنها ..أتلوى بالدمع المتخثر لالتوائها...لاحياة ..لاضوء ...لاهواء..
وغرسناها ذات يوم قائض ..وغرست معها نفسي ..فما نفع الدنيا من دون أمي...
..انطلقت بعدها..قطعة في مهب الضياع..تأخدني الكوابيس حيث..جثة أمي دون رأس ..يد أبي المنكسة بلا بندقية..أنزوي إلى شحوب وحدتي ..في ثنايا الظلمة وتأوهات الرماد ..بعد نار ملتهبة ...وسطلت أول مرة..وتذوقت لاوعي العقار أول مرة..ووجدت نفسي أخرج من نفسي وتعتلي فسحة من التيه ..تيهي..أتسلق سحابة حياتي السوداء نازلا ..ولاأدري أين أنا .. ولما أدري ...؟ ووجدت نفسي آخد نفسي بالحضن إلى ينابيع الضياع راضيا ..وحدي في الظلمة ..في القاع مرهون بالإنكسار ..فلما أهتم؟ أتتبع في صمتي ..خمرة معتقة من أيام قليلة متشعبة عن سمرة منها لم تبلغ السواد ..عن حضن أمي الشحيح وبسمة أبي الفقيرة....ولم أستطع كفن فجيعتي..أخرج من نفسي بإرادتي ..أو بدونها أبذر حشائش اللاوعي لاغسل أغلال التفكير والعقل..لأطارد كوابيسي الصاخبة ..لأصرخ ...فيهم ..أن يد أبي منكسة بلاعلم....أن أمي نحرت كأضحية العيد ..أن أمي قربان في المعبد للظلام........................
وسكت ..ولم ترد د الأجواء صرخاته الأخيرة ..كأن الصدى استحى...ولم أقوى أنا أيضا على ترديدها ..سكت وتبخر في الأجواء عائدا إلى..........................................

الجمعة، 25 فبراير 2011

مدينة الغرباء...


فقرة تآكلها الإنتظار..

في مدينتي اللاهثة..القلق..عمر مبعثر بين تجاعيد الزمن ..غبار منثور الخطى ..فوق طيات عميقة يزين ذاكرة سريالية منسية ..عن سفر الخروج بخفة .. من حلقة العقل المقفلة بإحكام مصطنع ..إلى دوامة تيه منحدرة بحوافر عارية ..عابثة ..لأيام الزيف والكبت ..والضياع الملون..

مدينتي.. متعالية في الزيف ..عارية عن سواعد هزيلة ..فتلها البؤس ..تحمل ثقل الأصابع المرتعشة من ثقل القرع المتواصل لنافذة الحلم المحرم ..في ليل الغرباء ...الحلم ..سراب مشوه التقاسيم ..لقيط الإنتماء ..ينبت في صحراء الوحشة ..عاريا ..وحيدا ..معصوب العين ..والشفة ..تزكمه رائحة القبر المبدد الأبعاد حوله ..

مدينتي اللاهثة بشغف..زين البؤس بلاط أزقتها ..ريح نتنة تنفث عهرها في مساءات ظلها العالي ..تعصف بحبال أشرعتها الهرمة ..رؤيا ضبابية لشيخ متصابي ..يرسمها في خياله الجانح ..جارية من دهر أحمر..

مدينتي..عصفورة غصب اللبل عقيرتها المزركشة ..وأحالها عارية من الصوت ..إلى مملكة الغربان ..ترقص رقصة عرجاء على وسط مستباح ..بلا نغم ...بلا ذوق.

مدينتي الغارقة في الوجد ..زين الهم صورتها..ملامح فاجرة لجبهة نحاسية باردة ..تعلو حاجبين مكللتين بدمعة ثقيلة ..تسابق نفسها للخروج مظطرة ...من داخل مشوه محموم...

مدينتي ..مدينة الغرباء..مسافرون ..منها ..إليها.. ولا سفر ..إليها ولا منها..حلم الغرباء المقفل التفاصيل بالشمع الأحمر..
هارون.ز

الجمعة، 18 فبراير 2011

هلوسة على أرصفة الإنتشاء..








مدخل: وطني ما أقصر السروال الذي يستر عورتك !!!.
ملثّم التجاعيد ..يجمد تقاسيم الزمن المتهالك على على جبهته الهرمة ..يتآكل محياه .. تثاؤب ليل مستفز اضطجع بملل ..غير مبارح أبعاد المكان الغامض التفاصيل في خيال مهلوس المعاني والملمس .. تتبعثر قامته الممدودة قصرا على عرض شارعه الحافي ..بين الزقاقات الخرفة يتلو بصوت ممضوغ شرخ الحكاية المهملة عن منارة مزيفة تعلو الشاطىء الموحل بأوجاع السفر في لون الزيف .. والكبت والخطيئة المحشوة سفاحا في رحم الذكريات..
..جمر مبعثر دون ترتيب للزمن ..والمكان ..تلوكه ألسنة الحاملين شراع الضلال بفرح رمادي النكهة ..يتملق عمق الصورة البانورامية المركونة على الهامش بعناية ..تترصد حاجزا غير مزيف للقفز بخفة متثاقلة فوق فوهة التاريخ المتروكة دون قفل..
موطىء وسط: وطني ما أقصر السروال الذي يستر عورتك!!!
الرحم الموحل بذكريات الخطيئة ..والسائرين تحت العتمة بظل مزيف ..أو مسروق من متحف الجبناء.. والصامتين عن حق الإحتجاج بعد الوطء المر للمحيا الملوّث بالقهقهة الداعرة ..قصرا تحت الحراب المائلة للخلود ..دون فرج قريب يعلو به موج السندباد المغيب بلا زمن ..ولا حكاية من عجوز غابرة العمر ..تعيده صادما لأذهان الطفولة الخائبة..
مطر من شتاءات مكسوة بالغبن ..تنسخ أبعاد اليوم معادة في دهر أعوج يكتب فيه التاريخ مائعا ..بحبر الخطيئة المستتر الرجولة تحت لحاف أرعن لاينتصب فيه ظهر الساكت المثقل .. ولا المسكوت عنه المغفل..سر من أسرار الهلوسة غيبته الرؤى المتصابية .. والتنجيم استشرافا لزمن موعود ..تلوك الشفاه فيه بسمة مرحبا بها ..بضيق وحنق..لتكتمل تتمة ناقصة من فجر بعيد ..
مخرج اضطراري : وطني ما أقصر ال.....

هارون.ز

البوعزيزي ..وطن من خشب !








ذات فوضى .. في أول أيام الشمس .. والوقت ينفض آخر غربال متكىء على العين...
..وغذا .. يغدو الشقاء ملحمة الهاربين من شبق الكبت .. ورائحة جثث العبيد المكدسة .. وغذا ..تنظّف الأرصفة المركونة بملل على الخريطة ..من القدم الحجرية .. والجماجم المرتمية بأناقة في حجر الجلاد.
تحت سقف الليل النازف .. في سكون الفوضى .. وقطيعة النبع مع الماء .. الكفن ممدود في الزقاق مكسور الأمل ..يرضع حتى الثمالة من البكاء ..ناره تعتّق البرد .. والكبت في قناديل أيامها المطفأة .. وهذا المساء ..أسود يتوسد بياض الريح والوجع ..على رقعة من الجوع الآثم .. واليأس.. يداعب وترا أخرس من غيتار التملق .. ووسخ هيئة الإستقبال..
عش ملكا ..ومت كلبا ..على أنقاض الحرية المحرومة ..
أنين الموج المغيّب تحت أشرعة الضلال ..آثار الحوافر المسننة على الجسد المغطّى .. بالقهر والهرب ..خريطة وطن معتقة .. يتجاذبها الضباب .. والهرب ... والبكاء.
..على جنب تلك الشرفات من وطني ..نما الشوق ..إلى الشبع من الشهيق ... دون روية ..دون قصد ..دون خجل ..بالبكاء .. والفرح الممزوج بالسكون والفوضى ..
من بين أكداس الدمع والوجع .. خلف رمادي وأنيني سيشبع إخوتي أعينهم الجائعة إلى الشمس .. ..سأنزع اللحاء عن كبد الشتاء .. وستكبر السماء فوق رؤوسهم دون أن يشيب ربيعها ...لأنني .. أنا الشقي مللت البرد والجوع .. والغسق المنكس في عيني ..
كل مساء ..تستقبل أمي حزني ..كل مساء أعود خاويا من بسمتي ..تعصف بها.. تصادرها.. الطرقات الخاوية إلا من ريحها النتن ..والأذرع الملتوية تأخد قبلة الزنازين .. اليوم تزأر النار في جثتي .. وغذا من رمادي تلوح يدي لآخر مرة .. دون شقاء ولا أنين ...

سخرية القدر ...عش ملكا ومت كلبا ..
عش شقيا ومت شقيا ..وخلفك ترسل السماء .. أول خيوط الشمس


الثلاثاء، 15 فبراير 2011

باب الليل..


















أما آن للدمع المتحجر أن ينهمر..
ظرف طارىء ..يغلف رصيف البرزخ..
على باب أحرش ..تتعرّى الكلمة ..عري السماء في ظهيرة الصيف ..تخرج صماء ..جوفاء ..حنجرة تواقة مخنوقة ..أتخمها لهيب السعال المكبوت ..وضبابية القواميس .. والمفاتيح المسننة..
لون الليل ..لأعوام من الشتاء القهري ..يتكىءملء الجفن على نافذة الحلم بالتمدد ملء الطول ..تحت خيوط الشمس المغيبة –وكأنها لم تكن-..ذهبية رغم الحر..
..والحلم جبان..ملامح لم تولد للشمس ..رصيف دون حرس ولاجمرك للكلمة ..ولاحاجز للزفرة المؤممة بعد الشهيق..ومد النظر عميقا بين الحروف ..وقطعة رغيف تؤخذ ولاتعطى ...تحت شرفات البرج العاجي .
وماتبدلت التوابيت ..باب الليل ..بندقية فاجرة بين الحاجبين ..تغزل خيوط الشتاء المتناثرة ..مع الريح والأوجاع ..وطوى الخشب ..من طول المضغ لنفس الكلمة الممسوخة من قواميس الجفاف .. وأبجدية الظرف الأمني في لغة الجبناء..
أشواق الربيع.. الحلم المكفّن بالرماد ..والظلمة مصلوبة على جسد الحكاية ..في القلب ثورة مغدورة ..وحفنة دموع تواقة ..موصدة بالكبت..وأعلام الحاملين لواء الزيف بفرح أصفر المزاج..يحرق أهداب الأحلام اللقيطة في صحراء الجليد.
الوطن حكاية جليد مثقلة ..تطعن مخارج النفق .. والنفق طويل مبهم المتاهة ..الشقاء على الباب .يتعلق بأجراس الدمع ..المودعة في جوف الروايات المتلاحقة لنفس الحكاية ..ونفس الحلم ..ونفس التلابيب ..وطن موؤود في حفنة رمل ..ونعش مثقوب للوعد.

-هارون.ز-

الجمعة، 11 فبراير 2011

ثرثرة على ظهرنعامة...
















قطرات جافة من قعر عطش ...
أعوام من المطر القهري ..ينثر على الجرح والسعال .. والتفكير المتخم بالسّل ..ومستنقعات تلعق كفنا مضيافا ..تلعب به الريح والأشواك .. في صحراء مندسة مع الضباب والملل..
..ومايزال النفس ممدودا في عقيرة البكاء ..والوجع منثو...را في ظفيرة الشتاء .. مايزال الليل يلهث على رقعة من القلق الهادىء تزكمه رائحة الرغيف الحافي من الماء الأبيض ..ورماد الجثث المكدسة بأناقة في حجر الجلاد..
هناك .. بين أضلع القشعريرة والحيرة .. وطني .. مدينتي .. نهاري النازف في لوم الضياع .. وأمواج العثرات ..في فلك الشتاءات المتلاحقة للغيظ..
الجبهة الرصاصية ..تطارد قطرات الحياء ..على قارعة الجليد ..تتسول بقعة شاردة .. من الوقت ..لملمسها النتن الجاف ... ربيع التاريخ المرمي في فناء الجبناء ... بطولة الرجال المنكسة في رحم النساء .. المحشو بالعقر .. والإصطفاف خلف مرايا التملق المهشمة .. وجعجعة الخشب بين أسنان صفراء الرائحة ...والمضغ.
تاريخ الكراسي .. المفتوح على السفر في ممرات الخديعة .. والقلق : .. وطن يتغذى على التسويف .. وقصيدة غزل مبتذلة ترشّ على ملامح الشقاء .. وجبين الحاملين شراع الزيف ... بفرح.
ملء الجفن .. لهذا القعر الصدء ..وأكداس النوم الهاربة من طوى الأرق .. والجليد حاجز غير مزيف .. بين القلب و العقل .. سعال هارب من صدر محموم المنبع .. وبقعة ملل يترصدها غربال مثبت بعناية على صورة الربيع الأعوج.... عميقا كالرماد تحت الماء الراكد .. حيث .. تلك الجسور المحطمة في القلب .. والنفير ..صدى تتآكله الكراسي المنكوحة ..بالشمع الأحمر.

هارون.ز

نعش الضمير العربي..






في الزمن العربي البليد .. وفي أزمنة الجليد الممتدة .. ما أقسى أن تكون عربيا هذه الأيام وتشهد جنازتك ..تتابع مسيرها كل يوم ..ولاتملك حتى البكاء عليك..
إني أرى..
جنازة بعد جنازة تسير..
والشعب خلف النعش.. ندب وعويل
والوزراء والأمير..
..كل من الفرحة قد كاد يطير..
سألت: نعش من هذا؟..
فقيل لي :...نعش الضمير..

-هارون.ز-

الخميس، 10 فبراير 2011

شتات العتبات..















العتبة الأولى: ॥قيثارة لباب البنفسج ।
.. وجهها المنثور بفرح قطني ..على العين ..بلا ملل يقتحم أشواك الدهشة في يومي..عثرات الغيظ المكبوت... يقتلع النظرة المسننة في امتداد الأفق المائل باستقامة مستفزة أمامي..يسحقها .. يدفعها ..مع لعنة الرمل الدوارة في قلب الريح والوجع ..وأقساط الحنق المكدسة..بلا أمل بين ..شتات ملامحي..

يأسرني ..بلا هوادة بين أقفاص الحلم ..يوقف نبض الوقت الضائع ..من قسمات عمري ..لا اليوم ينبت لقيطا بعد اليوم ..ولا راكدا تحت فتنة الشتاء ..والمساء المحموم بطعم السيجار...والدمع المختلس في العتمة.

وجهها ..يا أملي المنثور بفرح قطني..على امتداد جمري وحرّي ..وأبعاد اليوم الناشز في حيز الزمن الهرم حولي ..وحول مؤشر الوقت المتكئ ..على عتبة الغفلة ..من نظرة تائهة ..أو زلة في حركة النبض ..بلا معنى بعد اليوم.

العتبة الثانية : الوطن مشروع جرح.

على الكفاف ..وقوت من الورق ..ومرفأ قديم لاهث من القلق ..يرنو ..إلى الأقدام الغارقة في التعب .. موج بلا ميناء ولا رصيف يستقبل طعنة الحكاية في الصدر.. ثقل الحلم ..والوطن الموؤود .. خلف نعش الوعد المثقوب ..ثمرة الخطيئة ..والثمن المر للرغيف الحافي من ثوب الكرامة ..معطف مفتوح لنفقات التثاؤب والعهر ..بلا ثمن ..ولا تصفيق لاقتحام القهقهة للأسنان الصفراء.. من المضغ المتواصل ..لنفس الكلمة التي تنام على طوى الخشب.. تجويف من الطين واللعن ..وشبابيك ملطخة ..بالخبز الحافي وهدايا الميلاد المنمقة ..تتملق عمق الصورة ..تتنفس سعال الليل ..

بلا أكمام لهذه اليد التي تخنق الأنفاس ..صحراء من السأم .. والضجر .. والأفق الرمادي ..تحت شمس الضحى الحزينة ..في يوم مسروق من حساب الدهر الأعوج.

العتبة الثالثة: ..نبض تحت العظم.

وجهها المنثور على الفرح القطني .. ووطني المنثور على جوع آثم ..ياغيظي المكبوت ..أين يطوف بي وهمي في غمد الليل ..وظل العتمة ..على الدرب أغفو وحيدا ..أتوسد أصوات الريح والوجع ..خريف بين العينين ..ومستنقع البؤبؤة الراكد تحت ستائر الهمس في الظلمة ..من شهيق الأعماق والقبر المبدد الأبعاد ..بلا أمل ..

وطني ..كلمة تظلم نفسها في سباق محموم من التودد بقصيدة غزل مبتذلة لوطء متعال ..من الهامش ..إلى التهميش.

يا وجهها المنثور بين أهداب العين ..بكل الفرح ..أنا وطن الخيبات ..أنا خيبة وطن.. بين أضلع الخيبة ...
-هارون.ز-