الجمعة، 18 فبراير 2011

البوعزيزي ..وطن من خشب !








ذات فوضى .. في أول أيام الشمس .. والوقت ينفض آخر غربال متكىء على العين...
..وغذا .. يغدو الشقاء ملحمة الهاربين من شبق الكبت .. ورائحة جثث العبيد المكدسة .. وغذا ..تنظّف الأرصفة المركونة بملل على الخريطة ..من القدم الحجرية .. والجماجم المرتمية بأناقة في حجر الجلاد.
تحت سقف الليل النازف .. في سكون الفوضى .. وقطيعة النبع مع الماء .. الكفن ممدود في الزقاق مكسور الأمل ..يرضع حتى الثمالة من البكاء ..ناره تعتّق البرد .. والكبت في قناديل أيامها المطفأة .. وهذا المساء ..أسود يتوسد بياض الريح والوجع ..على رقعة من الجوع الآثم .. واليأس.. يداعب وترا أخرس من غيتار التملق .. ووسخ هيئة الإستقبال..
عش ملكا ..ومت كلبا ..على أنقاض الحرية المحرومة ..
أنين الموج المغيّب تحت أشرعة الضلال ..آثار الحوافر المسننة على الجسد المغطّى .. بالقهر والهرب ..خريطة وطن معتقة .. يتجاذبها الضباب .. والهرب ... والبكاء.
..على جنب تلك الشرفات من وطني ..نما الشوق ..إلى الشبع من الشهيق ... دون روية ..دون قصد ..دون خجل ..بالبكاء .. والفرح الممزوج بالسكون والفوضى ..
من بين أكداس الدمع والوجع .. خلف رمادي وأنيني سيشبع إخوتي أعينهم الجائعة إلى الشمس .. ..سأنزع اللحاء عن كبد الشتاء .. وستكبر السماء فوق رؤوسهم دون أن يشيب ربيعها ...لأنني .. أنا الشقي مللت البرد والجوع .. والغسق المنكس في عيني ..
كل مساء ..تستقبل أمي حزني ..كل مساء أعود خاويا من بسمتي ..تعصف بها.. تصادرها.. الطرقات الخاوية إلا من ريحها النتن ..والأذرع الملتوية تأخد قبلة الزنازين .. اليوم تزأر النار في جثتي .. وغذا من رمادي تلوح يدي لآخر مرة .. دون شقاء ولا أنين ...

سخرية القدر ...عش ملكا ومت كلبا ..
عش شقيا ومت شقيا ..وخلفك ترسل السماء .. أول خيوط الشمس


ليست هناك تعليقات: