الجمعة، 25 فبراير 2011

مدينة الغرباء...


فقرة تآكلها الإنتظار..

في مدينتي اللاهثة..القلق..عمر مبعثر بين تجاعيد الزمن ..غبار منثور الخطى ..فوق طيات عميقة يزين ذاكرة سريالية منسية ..عن سفر الخروج بخفة .. من حلقة العقل المقفلة بإحكام مصطنع ..إلى دوامة تيه منحدرة بحوافر عارية ..عابثة ..لأيام الزيف والكبت ..والضياع الملون..

مدينتي.. متعالية في الزيف ..عارية عن سواعد هزيلة ..فتلها البؤس ..تحمل ثقل الأصابع المرتعشة من ثقل القرع المتواصل لنافذة الحلم المحرم ..في ليل الغرباء ...الحلم ..سراب مشوه التقاسيم ..لقيط الإنتماء ..ينبت في صحراء الوحشة ..عاريا ..وحيدا ..معصوب العين ..والشفة ..تزكمه رائحة القبر المبدد الأبعاد حوله ..

مدينتي اللاهثة بشغف..زين البؤس بلاط أزقتها ..ريح نتنة تنفث عهرها في مساءات ظلها العالي ..تعصف بحبال أشرعتها الهرمة ..رؤيا ضبابية لشيخ متصابي ..يرسمها في خياله الجانح ..جارية من دهر أحمر..

مدينتي..عصفورة غصب اللبل عقيرتها المزركشة ..وأحالها عارية من الصوت ..إلى مملكة الغربان ..ترقص رقصة عرجاء على وسط مستباح ..بلا نغم ...بلا ذوق.

مدينتي الغارقة في الوجد ..زين الهم صورتها..ملامح فاجرة لجبهة نحاسية باردة ..تعلو حاجبين مكللتين بدمعة ثقيلة ..تسابق نفسها للخروج مظطرة ...من داخل مشوه محموم...

مدينتي ..مدينة الغرباء..مسافرون ..منها ..إليها.. ولا سفر ..إليها ولا منها..حلم الغرباء المقفل التفاصيل بالشمع الأحمر..
هارون.ز

ليست هناك تعليقات: